خطاب الغزواني في الأمم المتحدة حول الصحراء يُشعل غضب جبهة "البوليساريو" الانفصالية.. وموريتانيا ترد بندوة داعمة

 خطاب الغزواني في الأمم المتحدة حول الصحراء يُشعل غضب جبهة "البوليساريو" الانفصالية.. وموريتانيا ترد بندوة داعمة
الصحيفة - خولة اجعيفري
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 23:45

ما يزال خطاب رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي خصص فيه 10 ثوانٍ فقط لملف الصحراء، يُشعل فتيل نقاشات واسعة في الأوساط السياسية والدبلوماسية الموريتانية، سيّما وأن هذه الثواني القليلة كانت كافية لإثارة غضب جبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي سارعت إلى شن حملة إعلامية شرسة ضد الرئيس الموريتاني، متهمةً إياه بـ"استغلال رئاسته الدورية للاتحاد الإفريقي لمحاولة طمس النقاش" حول ما يعتبرونها "قضية الشعب الصحراوي"، وتهريبها من دهاليز التكتل الاقليمي، وكل ذلك، وسط تساؤلات حول مدى رغبة نواكشوط في الحفاظ على موقف الحياد أو التحول نحو موقف أكثر وضوحًا في هذا الملف سيّما في ظل واقع التوتر الذي تشهده علاقاتها مع الجبهة الانفصالية في الآونة الأخيرة.

وقال ولد الغزواتي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، إن ما يشهده العالم من صدامات عنيفة وأزمات غير مسبوقة على مختلف الأصعدة، يضعف كثيرا القدرة على الوفاء "بما قطعناه على أنفسنا جماعيا من التزامات في إطار أجندة 2030"، وخاصة في القارة الأفريقية التي تعاني أصلا من "اختلالات وعوائق بنيوية وظرفية تعيق جهودها الإنمائية"، مؤكدا أن "قتامة المشهد الأفريقي تؤكد بقوة الحاجة الملحة إلى تخفيف عبء مديونية الدول الأفريقية الهائل، وتصحيح الاختلالات الجلية في منظومة المساعدات الإنمائية".

أما فيها يتعلق بنزاع الصحراء وخلافا للقضايا الآنفة فقد خصّص له ولد الغزواني فقط 10 ثوان من كلمته ليقول إن "موقف بلاده الثابت بدعم الجهود الأممية وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الرامية إلى ايجاد حل مستدام ومقبول لدى الجميع"، دون الخوض في تفاصيل أخرى أو التطرق إلى موقف الاتحاد الإفريقي الذي يترأسه حاليًا، وهو ما أثار استياء الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية التي ارتأت شنّ حملة إعلامية ضد الرئيس الموريتاني متّهمينه بمحاباة المغرب ومُحاولة إبعاد المنظمة الإفريقية عمّا يُسمّونه قضية "الشعب الصحراوي".

من جانبها، اختارت نواكشوط الردّ بطريقة غير مُباشرة على الحملة التي قادها أنصار البوليساريو ضد الرئيس الموريتاني، وذلك باحتضانها أمس الإثنين لندوة أشرفت على تنظيمها الأكاديمية الدبلوماسية بمعية نادي نواكشوط الدبلوماسي، ورابطة الدبلوماسيين المهنيين الموريتانيين، وخصصت لتحليل وقراءة خطاب الرئيس ولد الغزواني أمام الدورة العادية 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور عشرات من السياسيين البارزين في البلد، والدبلوماسيين وزعماء الأحزاب السياسية.

وتضمنت الجلسة الأولى من هذه الندوة التي أدارها وزير الخارجية الموريتاني السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية التي فاز بها ولد الغزواني، دحان ولد أحمد محمود، (تضمّنت) تقديم محاضرة تناولت السياق والتوجهات العامة للخطاب، قدمها محمد الأمين ولد ابراهيم، السفير مكلف بمهمة بوزارة الشؤون الخارجية، وعقب عليه السفير السابق انقام يحيى، فيما تضمنت الجلسة الثانية من الندوة، التي ترأسها اسماعيل شعيب، مكلف بمهمة بديوان وزير الثقافة، تقديم محاضرة بعنوان البعد الثقافي والاقتصادي والتنموي في خطاب ولد الغزواني، قدمها الصحافي محمد الأمين ولد خطاري، وعقب عليه الطالب الحبيب، المدير المساعد لإدارة الاتصال والإعلام بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي و الموريتانيين في الخارج.

وشهدت الندوة المذكورة، عدة مداخلات لسياسيين ودبلوماسيين حول الخطاب وأبعاده ودلالاته الدبلوماسية، كما أجمع الحاضرون  على أن خطاب رئيس الجمهورية من موقعه كرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي بمناسبة انعقاد الدورة العادية 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بات يمثل مرجعية للدبلوماسية الموريتانية، وهو ما يعني تسجيل اتفاق مع مضامين الخطاب سيّما في الشق المرتبط بملف الصحراء المغربية.

وهذا الموقف المعبر عنه، يُحيل من جهة ثانية إلى تغييرات مرتقبة في الموقف الموريتاني حول نزاع الصحراء، سيّما وأن العلاقات بين نواكشوط والجبهة الانفصالية ليست في أفضل أحوالها منذ فترة مهمة، توّجت أخيرا برفض نواكشوط دعوة الجبهة الانفصالية لحضور ندوة عقدت في 10 شتنبر بجنيف تحت عنوان: "من الاحتلال إلى تقرير المصير: مقارنة بين الصحراء الغربية وفلسطين".

وبرزت معالم الخلاف أيضا، عندما ظهر زعيم البوليساريو مرتبكا خلال صعوده لمنصة الاحتفاء بتنصيب الرئيس الموريتاني ولد الغزواني وحاول السلام عليه واستغلال الفرصة لالتقاط الصورة التذكارية، إلا أن رئيس الدولة الموريتاني رفض ذلك واستقبل غالي بسلام بارد أمام الوفود الحاضرة التي تضمّنت زعماء ورؤساء الدول.

وحل زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي وقتها، ضيفا من الوفود الذين تم استقبالها من طرف الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال مسعود، وذلك على متن طائرة تابعة للرئاسة الجزائرية، مرفوقا بوفد من أعضاء من الجبهة الإنفصالية، بيد أنه لم يحظى بأي استقبال دبلوماسي على غرار زعماء الدول ورؤساء الحكومات الحاضرين.

الخطيئة الكبرى للدولة

ما حصل بتاريخ 15 شتنبر 2024، حينما تدفق آلاف القاصرين على مدينة الفنيدق رغبة في الهجرة غير النظامية إلى سبتة المحتلة، هو انعكاس صريح على فشل منظومة تربوية وتعليمية بكاملها، وإخفاق مؤلم في ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...